تقديم منطقة العطف بكوركول ( الخزان الرعوي الوطني والتحديات المتلاحقة ):
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأربعاء, 27 أيار 2015 15:40
وكالة الاشعاع :على مر تاريخها الحافل طبيعيا ظلت" منطقة العطف " بولاية كوركول منطقة غابات غنية تزخر بجميع أنواع الحيوانات البرية، لذلك كانت تمد ساكنتها ومن حولها بمستلزمات الحياة الطبيعية؛
وقد كانت، إضافة إلى ذلك، منطقة سياحية متميزة ومهجرا للطيور، و الطيور الأوروبية في فصل الشتاء، كما كانت قبلة للسياح القادمين من القارة الأوربية وغيرها. ثم أصبحت بعد الجفاف الذي ضرب البلاد سنة 1967 مصدرا مهما ومخزونا رعويا لمعظم ولاياتنا الداخلية خصوصا : ( تيرس زمور، داخلت انواذيبو، آدارار، إينشري، ولايات انواكشوط، اترارزه، لبرا كنه، تكانت، لعصابه ). ولذلك ظلت الدولة قبل الثمانينيات من القرن المنصرم حريصة على منع تعدد نقاط المياه فيها صيانة للمخزون الرعوي الذي كانت تزخر به، وبوصفها الشريان الرئوي الذي يتنفس من خلاله المنمون في حالة ندرة المراعي لخصوصيتها وموقعها المتميز بين مقاطعات ولاية كوركول، وباعتبارها أصلا خالية من التقري باستثناء حيين كانا يقطنان المنطقة منذ عهد الفرنسيين، ويتحركان داخلها وخارجها، وباعتبارها أيضا خالية من أي ملكية عقارية تقليدية؛ وبالإضافة إلى ذلك كانت أيضا نقطة عبور لباعة المواشي (الجلابة) التي كانت تصدر المواشي من الحوضين ولعصابة إلى السنغال، فضلا عن كونها موقعا متميزا أصلا في محاصيل الصمغ العربي؛ مع التنبيه أن مساحتها تقدر ب : 5850 كلم مربع.
ومنذ سنة ألفين 2000 على وجه الخصوص شهدت هذه المنطقة العديد من محاولات التقري العشوائي، والحفر للعديد من نقاط المياه ذات الأغراض التجارية، وصناعة الفحم غير المشرع. وفي سنة 2005 كانت فيها مضختان عموميتان وقع حفرهما عام 2003 من طرف وزارة المياه والطاقة ضمن خطة استعجالية تم وضعها آنذاك لفائدة المنمين. أما الآن، فقد أضحت تتضمن عشر مضخات ارتوازية، من بينها ست مضخات خصوصية. إضافة إلى مضخة ارتوازية تم الترخيص لها مؤخرا، لا تزال قيد الانجاز، فضلا عن مجموعة من الآبار العمومية في مجملها. وقد تضررت المنطقة كذلك من تعدد المحميات العصرية والتقليدية التي تُقام بحجة الزراعة المطرية، وهي محميات ذات أثر سلبي كبير في تدمير الأشجار والتدهور المستمر للوسط الطبيعي.
لقد ظلت منطقة العطف - كما كانت في السابق - تمثل ثروة رعوية ضخمة بالغة الأهمية بالنسبة لولاية كوركول خصوصا، وللدولة الموريتانية عموما. لكنها توشك أن تكون في مهب رياح الضياع نظرا لتضافر عوامل الإهمال وأساليب النهب المختلفة، مما يتطلب من الجهات المعنية بها العمل على تدخل سريع لصالح تلافيها من هوة الضياع التي يُتوقع أن تقع فيها عما قريب إن لم يتم تداركها قبل فوات الأوان. ومن الواضح أن ذلك التلافي يستلزم من الجهات المهتمة بالموضوع العمل على إقامة أيام تشاورية في أقرب الآجال تفضي إلي دراسة جادة لرسم خارطة طريق واضحة المعالم حول ما ينبغي القيام به في هذا الصدد.
وفي هذا الأفق - وبوصفي أحد المدافعين والمهتمين بالبيئة في المنطقة والحريصين على سلامتها - ارتأيت أن أقدم هذا التعريف بالاحتياط الرعوي الهام جهويا ووطنيا منذ فترة الجفاف الذي ضرب البلاد عام 1967.
أولا - الأثر السلبي لهذه الوضعية :
لقد انجر عن هذه الوضعية أن أضحى العطف منطقة لم تعد مع الأسف احتياطا رعويا لبلادنا - كما كانت في السابق- ؛ إذ لم تعد الأشجار والغابات موجودة بالشكل الذي كانت عليه من قبل، بل أصبح المخزون كله مهددا بفعل استنزاف المخزون المائي الذي تتغذى عليه الغابات، وذلك نتيجة للإفراط المستمر في استغلال المراعي والمياه الجوفية، ومحاولات إنتاج الفحم غير المرخص، ومحاولات طلبات الاقتطاع الريفي المحظور أصلا في المناطق الريفية بمقتضى النصوص التي تحظر الاقتطاع الريفي في المناطق الريفية ذات الكفاءة الرعوية العالية.
ثانيا - التحديات التي يواجهها المخزون الرعوي في ولاية كوركول لاسيما منطقة العطف :
فبالإضافة إلي ظاهرة التغيرات المناخية التي تهدد الغطاء النباتي في هذه المنطقة الحيوية بشكل جدي، فإن هناك ظاهرة بشرية يتعين علي الجميع الحد من سلبياتها، بل و محاربتها، وهي ظاهرة المحميات المنتشرة في المنطقة، والتي أصبحت تشكل عائقا كبيرا أمام نفاذ الماشية إلي مياه النهر من الشمال الغربي، والجنوب الغربي، ووادي كوركول الأخضر من الشمال.
هذه المحميات تشكل خطرا آخر لا يقل سلبية و تدميرا للبيئة والمراعي من قطع الأشجار وإنتاج الفحم غير المشرع ومحاولات التقري الفوضوي؛ علما أن الهدف الحقيقي من إقامة هذه المحميات هو محاولة الحصول احتيالا على ملكية الأرضي ( الكزره ) في المناطق الرعوية الريفية، خصوصا وإن كانت هذه المحميات تأخذ في العادة أشكالا مختلفة، من بينها إغلاق المجال الحيوي الممتد ما بين منطقة العطف والنهر من جهة الغرب، فإنها من الناحية الشمالية تشكل حاجزا بين العطف ووادي كوركول الأخضر، مما يؤدي إلى مضايقة حركة الحيوانات، ومنعها من الوصول بسهولة إلى نقاط الشرب ( لمشارع ) المعهودة لذلك.
وعلاوة على ذلك، فهذه المحميات تتم إقامتها في إطار تجاهل تام للمعايير القانونية لمسطرة بناء المحميات.
ثالثا: النتائج السلبية المتوقعة من إقامة هذه المحميات :
- التدمير المستمر للبيئة والإتلاف المتواصل للمراعي والخطر الدائم بالحرائق.
- مضايقة حركة المواشي نحو المياه ( المشرع المعهود للشرب ).
رابعا - الاقتراحات :
مراجعة الممارسات السابقة السيئة التي كانت متبعة في تسيير هذا الاحتياط الرعوي الهام ليس فحسب بالنسبة لولاية كوركول - بل لمعظم ولاياتنا الداخلية - ، وذلك من خلال ما يلي :
-
العمل على وقف الحفر الخصوصي ذي الأغراض التجارية في منطقة العطف، نظرا لأن الماء متوفر بما فيه الكفاية في المنطقة.
-
منع كل محاولات الاقتطاع الريفي، وإقامة المحميات في المنطقة نظرا للأسباب السالفة ( الاحتيال لملكية الأرض )
-
وقف كل محاولات التقري الفوضوي مع عرض فكرة تجميع القرى والأحياء الموجودة بالمنطقة في تجمع قروي واحد.
-
ضرورة وجود وحدة من الحرس الوطني ( الجمالة ) مستقرة في العطف لتعزيز الرقابة في المنطقة.
-
خفض أسعار غاز البوتان.
-
تحريم بناء أو إقامة المحميات الرعوية في المنطقة الواقعة بين البلديات العشر التالية والتي لها صلة بمنطقة العطف وهي : ( لكصيبه 1- جول - توكومادي - تفندي سيفه / مقاطعة كيهيدي " دولل سيفه - ضو- مقامه - بيلكت ليتامه " /مقاطعة مقامه " أدباي أهل كلاي - فم لكليته " /مقاطعة امبود ) بالإضافة إلى المناطق المحاذية للعطف مع النهر ووادي كوركول الأخضر.
الخلاصة :
إن الأفكار المقدمة في هذا العرض المفصل لا تمثل رؤية أولية سريعة فحسب حول الوضعية السائدة في هذه المنطقة، والإجراءات المطلوبة لتلافي كارثة ضياع الثروة الثمينة التي احتضنتها منطقة العطف في ماضيها - كلنا أمل في أن تستعيدها في مستقبل مأمول ومأمون - بل هي أفكار في نظرنا تشكل عملا جادا، جاهزا، ورؤية وليدة المراس والتجربة الطويلة، والخبرة الواعية المتبصرة الحريصة علي سلامة الوسط الطبيعي، والتسيير الأمثل للمخزون الرعوي، ولحياة السكان ضمن سياق الصالح العام، نتمنى إثراءها وتكميلها وتحسينها من خلال تنظيم أيام تشاورية، نأمل أن تكون قريبة .
بدي ولد أحمد سعيد
افتتاح ورشة للاسعافات الأولية لصالح خريجي مدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الثلاثاء, 26 أيار 2015 22:28
افتتحت صباح اليوم السبت بمدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط ورشة للاسعافات الأولية لصالح التلاميذ المعلمين بالسنوات النهائية.
وتنظم هذه الورشة من طرف مدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط بالتعاون مع الادارة العامة للحماية المدنية.
وتهدف هذه الورشة،التي تدوم خمسة أيام،إلى تكوين التلاميذ المعلمين الذين على وشك التخرج على الاسعافات الأولية للتعامل مع مختلف الحالات التي قد تحدث في دوائر عملهم كالحوادث والكسور والحروق.
وأكد مدير مدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط السيد محمد ببكر ولد ختاري في كلمة بالمناسبة على أن التكوين الأولي يعتبر حجر الزاوية في حياة التلميذ المعلم الذي يطمح أن يتوج في نهاية تكوينه بكل القدرات والمهارات التي تمكنه من أداء مهمته على الوجه المطلوب.
وقال إن الدول والمجتمعات تعتبرالمعلم وكيل تنمية وخبيرا في كافة المجالات،مما يتطلب تكوينه على التخصصات التي قد تساعده في خدمة المجتمع، مضيفاأن قطاع التعليم الأساسي يحظى بأقوى التغطية في البلاد والمعلم معرض للعمل في مناطق نائية ومعزولة ، وبيئات شتى، مايجعله القادرالمؤتمن على التدخل في كل المجالات وأن يواجه كل التحديات .
واشار إلى أن المدرسة نظمت هذه الورشة لفائدة التلاميذ المعلمين في السنة الثالثة حتى تكتمل أبعاد التكوين ويلتحم البعد المعرفي والمهاراتي بالبعد الإنساني وشكر ادارة الحماية المدنية على انعاش هذه الورشة.
وجرى الافتتاح بحضور مسؤولين من الحماية المدنية ومدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط.
اوفياء :يحضرون لزيارة رئيس الجمهورية
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 24 أيار 2015 17:58
في اطار الاستعدادات التي تقوم بها السلطات الادارية واطر واعيان ولاية لبراكنة يواصل الاداري المدير العام لشركة اسنيم السيد :محمد عبد الله ولد اوداعة مشا واراته وحثه الدؤوب لساكنة الولاية عامة ومقاطعة الاك خاصة من اجل اعطاء الزيارة الرئاسية المكانة المرموقة والمستحقة من اجل اظهار الدعم والمساندة للرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يحظي بمكانة كبيرة من لدن ساكنة الولاية الشئ الذي يتطلب في نظر الحلف الذي يقوده الوزير والمدير العام لشركة اسنيم استقبالا يفوق التوقعات .
كما يرى الحلف الاكبرفى الولاية ان ساكنة لبراكنة التي حظيت بالعديد من الانجازات فى ظل القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مطالبة اليوم برد الجميل لهذا القائد الذي يستحق كل التقدير والاحترام من كافة الساكنة في نظر ساسة واعيان الحلف الذي يقوده ولد اوداعة , وقد رصدت كامرة (الاشعاع) توافد منقطع النظير على منزل قائد الحلف من كل حدب وصوب ايذانا بانطلاق العمل الميدانى الذى يهدف لحشد اكبركم من المستقبلين لرئيس الجمهورية يوم الخميس المقبل
العشرات من الجنود الماليين فى قبضة الازوديين
- التفاصيل
- نشر بتاريخ السبت, 23 أيار 2015 20:41

قال تحالف متمردين يقوده الطوارق في مالي السبت إنه يحتجز 19 جنديا من القوات الحكومية بعد أسرهم في قتال جرى قبل يوم وسط تصاعد العنف في شمال البلاد مما يهدد بانهيار جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
وأكدت مصادر بالجيش المالي فقد الجنود بعد اشتباكات جرت في وقت متأخر الجمعة سيطرت فيه قوات "تنسيقية الحركات الأزوادية" لفترة قصيرة على بلدة تيسيت بمنطقة جاو بشمال مالي. ورفضت المصادر إعطاء مزيد من التفاصيل.
وقال ضابط في الجيش المالي يتمركز في مدينة جاو القريبة، طلب عدم نشر اسمه "وقعت اشتباكات بين تنسيقية الحركات الأزوادية والجيش أمس وقت الغروب في تيسيت، وفقد بعض الجنود، ومن المرجح جدا أن يكونوا قد احتجزوا كأسرى."
وقال ضابط بالمخابرات العسكرية بالعاصمة باماكو أيضا إن جنودا من القوات الحكومية فقدوا لكنه لم يحدد عددهم.
وقال متحدث باسم "تنسيقية الحركات الأزوادية" إن مقاتليها انسحبوا من تيسيت بحلول صباح السبت واصطحبوا معهم ما غنموه من أسلحة وذخائر إضافة إلى الجنود الأسرى.
وأضاف المتحدث للصحافة أن المحتجزين هم من جنود القوات الحكومية وعددهم 19 جنديا.
وأظهرت لقطات التقطها مقاتل من تنسيقية الحركات الأزوادية شارك في القتال في تيسيت اطلعت عليها رويترز 12 شخصا على الأقل معظمهم يرتدي ملابس مدنية وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم ويحيط بهم مقاتلون من المتمردين.
ولم يتسن على الفور التأكد من مصدر مستقل من مصداقية الصور أو التحقق من هوية الأسرى.
ووقع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة وحلفائها وجماعات انفصالية شمالية العام الماضي لكن انتهاكات الأطراف المتصارعة للاتفاق زادت منذ سيطر مقاتلون موالون للحكومة على مدينة ميناكا المضطربة الشهر الماضي.
السعودية على خط تفجيرات داعش
- التفاصيل
- نشر بتاريخ السبت, 23 أيار 2015 12:13

![]()
![]()
استشهد 21 شخصاً في مسجد الإمام علي بن أبي طالب الواقع في وسط بلدة القديح بمحافظة القطيف، بعد أن فجر إرهابي نفسه ظهر أمس (الجمعة) أثناء أداء المصلين الصلاة، فيما أفاد شهود عيان التقتهم "الرياض" بمستشفى القطيف المركزي أن الإرهابي شوهد قبيل تفجير نفسه وهو يرتدي قميصا عاديا، متنكراً باللباس المحلي. وكشف الناطق الإعلامي بصحة المنطقة الشرقية أسعد سعود ل «الرياض»، أن صحة المنطقة استنفرت طاقاتها لاستقبال المصابين جراء الانفجار الإرهابي الذي وقع في مسجد الإمام علي بن أبي طالب وسط مدينة القديح، أن حالات الوفيات بلغت 21 شهيدا، في حين استقبلت المستشفيات 40 حالة إصابة بحاجة إلى تنويم، وبلغت الحالات الحرجة 12 حالة بينما غادر المستشفى 29 شخصاً بعد تلقيهم العلاج اللازم.
وبين أن وزير الصحة خالد الفالح يرافقه مدير عام صحة الشرقية الدكتور خالد الشيباني، يقفان على الأوضاع ويشرفان عليها بمستشفى القطيف المركزي.
وقال إن الوزير وجه بتنفيذ خطة الطوارئ التي يعمل بها في مثل هذه الحالات واستقبال المصابين وتقديم الخدمات الإسعافية والرعاية العلاجية لهم». وفي ما يخص وحدات الدم، بيّن أن صحة الشرقية لديها وحدات دم كافية. وشهد قسم الطوارئ لمستشفى القطيف المركزي حالة من الزحام غير المسبوق، واجتهد الكادر الطبي الذي تواجد في كامل الأقسام في إجراء العمليات السريعة، والعمليات الخطرة لبعض المصابين، فيما أعلنت حالة الطوارئ القصوى بين الكوادر الطبية التي حضرت للمساهمة في معالجة الجرحى. وليس بعيداً من الزحام الشديد داخل المستشفى، شهد الطريق السريع (الدمام - الجبيل) زحاماً في المنطقة المؤدية للمستشفى، ما استدعى حضوراً أمنياً لتسريع حركة المرور، واستمر توافد الجرحى حتى الساعة الرابعة والنصف، بيد أن عدد الشهداء استقر عند 20 شهيدا حتى مغرب أمس.
وميدانياً، خلف الانفجار دمارا هائلا، إذ تساقطت أجزاء كثيرة من السقف على المصلين، وتهشم الزجاج بالكامل، ما أسهم في مضاعفة الإصابات، بيد أن حجم المسجد الكبير حال دون تأثير الانفجار من ناحية عدد القتلى.
وعلمت "الرياض" التي باشرت موقع الانفجار داخل المسجد، أن جثة الإرهابي انشطرت نصفين، وتم انتشالها من الموقع، فيما انتشل سبعة شهداء من الموقع، وتوافد الأهالي إلى موقع الانفجار الذي حضر له محافظ القطيف خالد الصفيان بهدف الاطمئنان على الجرحى.
وأفاد شهود عيان، أن المسجد كان مكتظا بسبب صلاة الجمعة، وتعقب الصلاة احتفاء بمولد الإمام الحسين، ووقع الانفجار بشكل مفاجئ وهز المسجد بشكل عنيف، ما يشير لوجود كمية كبيرة من المتفجرات وضعها الإرهابي في حزامه الناسف، ودخل الانتحاري من الباب الذي لم يكن عليه حرس من الأهالي، علما أن المسجد يقع في وسط البلدة وله بابان رئيسان شمالي وجنوبي.
وأفاد موسى عبدالكريم الحصَّار (مصاب) أنه شاهد الانتحاري، إذ كان واقفا للصلاة في الصف الخلفي، وسرعان ما حصل انفجار شديد ذهب اثره الشهداء وسقط الجرحى، مضيفا "أصبت في رجلي، وقمت بوضع القماش عليها لئلا أخسر المزيد من الدماء، وأسعفني أشخاص، فتوجهنا في سيارة مدنية إلى مستشفى القطيف المركزي"، مشيراً إلى أنه نزف الكثير من الدماء، وأنه لو لم يضع في موقع الشظية الناجمة عن الانفجار الشديد قطعة قماش لأصبح شهيدا". وتابع "كان الارهابي يلبس لباسا عاديا عبارة عن قميص وبنطلون، ومن مشاهدتي له إلى التفجير لم يتجاوز الأمر 30 ثانية، وكان يتلفت يمينا وشمالا يختار موقعا ليفجر فيه نفسه، وفجر نفسه في الصف الأخير الذي كنت في طرفه". وليس بعيدا عن الحصَّار، ذكر أبو علي أنه كان في الصف الخامس في الصلاة، وسمع الانفجار بشكل عنيف ومدوّ، مضيفاً "كان صوت الانفجار من الخلف، أصبنا بالشظايا من الخلف"، مشيرا إلى أنه كان مع والده داخل المسجد، ونقلا بواسطة سيارة مدنية للمستشفى. فيما قال المصاب ممدوح علي القديحي، إن الانفجار كان عظيما، مضيفاً "لم نشعر بعد صوت الانفجار الرهيب، إلا بالغبار والدماء والناس في خوف وهلع، ويقصدون الخروج، فيما الجرحى بالعشرات والشهداء بلا حراك".
وقال الجريح سلمان أحمد الناصر (80 عاما): "كنت أصلي وفوجئت بصوت شديد، ولم أشعر إلا أني أتألم في منطقة الفخذ"، مفيداً أنه وصل للمستشفى عبر الهلال الأحمر الذي أنقذه، وتابع "لم أرَ في حياتي مثل هذا الدمار في بلدي، ولم نشهد إرهابيا يفجر نفسه قبل هذه اللحظات، الله ينتقم منه ويخزي أفعاله ويدخل الإرهابي جهنم لأنه قتل العديد من الناس في المسجد وهم يصلون لربهم سبحانه".وشرح عباس الغزوي – مصاب- الذي كان في الصف الثالث للصلاة، الحادثة بقوله: "سقط أمامي جرحى وشهداء، وأصبت بشظايا في رجلي، وشاهدت جثة الإرهابي بعد عمليته الجبانة"، مشيراً إلى أن المسجد كان مزدحما للغاية. وقال شاهد العيان حسين الخزعل، إن الحدث غير معتاد في محافظة القطيف، وأن التفجير الإرهابي سبب الهلع للناس، وأن العدالة لا بد أن تأخذ مجراها عبر كشف الشبكة التي خططت لكل هذا القتل في بلادنا الحبيبة، مترحماً على الشهداء، وتابع "إن الناس غاضبون من هذه العملية ويتوقون الرد عليها عبر النظام وكشفها ومحاسبة المخططين وبقية المنفذين لها وإنزال أقسى العقوبات بحقهم".
من جانب آخر حضر محافظ القطيف خالد الصفيان إلى موقع الانفجار، مؤكداً من هناك أن التحقيقات الموسعة بدأت، وباشر ميدانيا التطورات في بلدة القديح، مضيفا "سيتم التوصل لهوية الفاعل، ولم يحدد جنسية الفاعل".
واستنكر محافظ القطيف خالد بن عبدالعزيز الصفيان التفجير الإرهابي، معتبراً أن «ما حصل مؤسف ويعد عدواناً وإثماً استهدف نفسا محرمة وقتلها بغير حق».
مؤكداً أن ذلك يتنافى مع قيم الدين الإسلامي الحنيف.
وبيَّن الصفيان أن هذا الحادث الإجرامي لا يخدم إلا أعداء الدين ومن يريدون النيل منه وتشويهه بأعمالهم وجرائمهم، موضحاً أن هذا العمل ليس من الإسلام في شيء؛ وإنما هو ظلم وبغي وعدوان وإجرام.
وأكد أن المملكة ستتصدى لأي فتنة، داعيا المواطنين إلى الوحدة الوطنية والوقوف خلف القيادة، ورص الصفوف ونبذ الفرقة، وكل ما يخل بأمن هذا الوطن واستقراره للحفاظ على المكاسب الوطنية لهذا البلد المعطاء.
وحذر الصفيان من الانجرار وراء الفكر الضال والمنحرف ومن يبث دواعي الشر، وعدم إعطاء الفرصة لكل من يريد التربص بأمن وسلامة المواطنين، مشيراً إلى أن الإرهاب لا يعرف دينًا ولا وطنًا.
وكان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، أعلن أن الجهات الأمنية باشرت بعد صلاة الجمعة بلاغاً عن وقوع انفجار في مسجد الإمام علي بن أبي طالب، ببلدة القديح في القطيف، وأضاف في بيانٍ إلحاقي أنه "أثناء أداء المصلين لشعائر صلاة الجمعة بالمسجد قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه، ما نتح عنه مقتله، واستشهاد وإصابة عدد من المصلين، وقد باشرت الجهات المختصة مهماتها في نقل المصابين إلى المستشفى، وتنفيذ إجراءات ضبط الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية". يشار إلى أن القائمة الأولية لأسماء الشهداء هي: سعيد اسماعيل أحمد الغزوي، عيسى أحمد حسن الغزوي، حيدر جاسم أحمد المقيلي، نبيل حسن ناصر العلوي، مصطفى حسين محمد الجنبي، أحمد سعيد أحمد العبيد، يوسف أحمد محمد الغزوي، علي جاسم علي الدرويش، سعيد علي العبيد، محمد حسين أحمد الغزوي، مهدي أحمد الخاطر، حسين علي ناصر آل يتيم، كمال حسن كاظم العلويات، محفوظ محمد العلويات، محمد أحمد المسباح، رضي حسن علي العراجنة، موسى جعفر علي مرار، محمد علي عفيريت، عبدالله محمد القديحي، علي صالح الغزوي.


.jpg)
