عاجــــــــــــــــل :حملة الشهادات العاطلين عن العمل يحاصرون ولداحمد لسوادفى مكتبه
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأربعاء, 29 تموز/يوليو 2015 13:17
.jpg)
اقتحم عشرات الشباب العاطلين عن العمل من حملة الشهادات الذى سبق لهم ان تلقو تكوينا دام مدة سنة فى مشروع اسكان بالزويرات صباح اليوم ؛مبنى الوكالة الوطنية لترقية تشغيل الشباب، بعد أشهر من الاعتصام أمامه.وقاموابحصارالمديرالعام للوكالة فى مكتبه مما استدعى قدوم وحدات من الشرطة لفك الحصارعن المدير وياتى الحصارعلى خلفية الكثيرمن الوعود العرقوبية التى لم يتحقق منها اي شئ حسب وصف المتحدث باسم المجموعة حم ولد سيداحمد ولد الجيد.
ويعتبرملف البطالة من اخطرالملفات التى تواحه النظام الحالى فى ظل تراجع الاقتصاد الوطنى والفساد المستشرى الذى راح ضحيته عشرات المليارات من مزانية الدولة فى جيوب اشخاص قلائل .
وضعية يرى المراقبون انها قابلة للانفجارفى كل لحظة مالم يتدارك النظام خطورة الوضع الكارثى للغالبية العظمى من حملة الشهادات العاطلين عن العمل
انطلاق فعاليات القمة الثالثة لرؤساء وحكومات السورالاخضرالكبير
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الإثنين, 27 تموز/يوليو 2015 14:55

افتتحت صباح اليوم الاثنين بالمركز الدولي للمؤتمرات في نواكشوط اعمال الدورة الثالثة لقمة رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الوكالة الافريقية للسور الأخضر الكبير. وجرت مراسم افتتاح الدورة التي تدوم يوما واحدا برئاسة السيد محمدولد عبد العزيز رئيس الجمهورية، وبحضور نظرائه في السودان والتشاد والسينغال ومالي وبوركينا افاسو، وممثلين عن قادة نيجيريا واثيوبيا والنيجر اضافة الى الامين التنفيذي للوكالة الافريقية للسور الأخضر الكبير وعدد من المدعوين. كما جرت مراسم الحفل بحضور الوزير الاول السيد يحيى ولد حدمين ورئيسي مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية وأعضاء الحكومة وقادة اركان القوات المسلحة وقوات الأمن والشخصيات السامية في الدولة والسلك الديبلوماسي وممثلي الشركاء في التنمية. وتعكف هذه الدورة على مناقشة التقريرالذي تم إعداده من طرف مجلس وزراء المنظمة خلال دورته الرابعة المنعقدة في نواكشوط يومي 24 و 25 من يوليو الجاري، وهو التقرير الذي يتناول القضايا المؤسسية والقانونية والتنظيمية لهذه المنظمة الافريقية الفتية اضافة الى خطتها الخماسية المنتهية وتلك التي تنطلق بعد هذه القمة علاوة على ميزانية الوكالة برسم 2015. واستعرض السيد أميدي كمرا،وزيرالبيئة والتنمية المستدامة،رئيس مجلس وزراء الوكالة الافريقية للسورالاخضرالكبير في كلمة له بالمناسبة الخطوات التي قطعتها المنظمة من أجل تنفيذ خططها ومشاريعها التنموية منذ التوقيع على انشائها في قمة انجامينا 2010 . وقال إن الرؤيةالشمولية لهذه الوكالة تكمن في المواجهة الصارمة للتحديات البيئية والمناخية الكبرى في اطار التعاون الاقليمي وعلى المدى الطويل وتجسد انسجام الانشطة من أجل ادماج حقيقي لكل الفاعلين في أفق 2025 في اعادة تاهيل النظم البيئية والانتاجية في المناطق الريفية عبر أنشطة احياء الاراضي واعادة تأهيل وتقوية النظم الانتاجية . وتحدث عن ما قيم في المجالات المؤسسية والتنظيمية لضمان وضع مختلف هيئات تسيير المنظمة من خلال المصادقة على هيكلتها ونظام العمال ومنهجية الاجراءات والنظام الداخلي للوكالة خلال الدورة الاولى العادية لمجلس الوزراء المنعقدة في انجامينا في 3 مارس 2011 اضافة الى المصادقة على قاعدة الرواتب واكتتاب الطاقم المقرر من طرف المنظمة خلال السنة الجارية وقراراقامة مقرالوكالة في نواكشوط طبقا لقرار الدوورة الثانية لقمة الرؤساء المنعقدة في انجامينا 2013 والتوقيع على اتفاقية المقر بين حكومة بلادنا والامانة التنفيذية في أغسطس 2013 . وأشارالسيد اتشاو ابراهيم،ممثل الامين التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة الى أن هذا اللقاء يمثل مرحلة هامة ومنعطفا تاريخيا بالنسبة للمبادرة الاكثر طموحا من طرف الدول الافريقية من أجل اعادة تأهيل النظم البيئية في القارة مؤكدا أن برنامج السورالاخضر الكبير يهدف الى خدمة الاجيال الحالية والقادمة كما سيخلق ملايين فرص العمل في الوسط الريفي خاصة النساء والشباب. وقال ان برنامج الوكالة الافريقية للسور الاخضر الكبير برنامج تنموي في الوسط الجاف وشبه الجاف وينسجم مع أهداف التنمية المستديمة التي ينتظراعتمادها في سبتمبر المقبل من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة . ونبه السيد مامادو لمين دنغو، الممثل الاقليمي المقيم للبنك الافريقي للتنمية بالسنغال الى أن التغير المناخي يشكل اليوم تحديا جسيما ومشكلة تنموية كبيرة بما تحتله تأثيراته من صدراة في اهتمامات الافارقة. وأضاف أن منطقة الساحل الصحراوي تتعرض لتأثيرات التصحر والتدهورالشامل في مواردهاالطبيعية وهشاشة نظمها البيئية و تقلص مساحاتهاالانتاجية ومصادرها المائية وفقدانها للتنوع البيولوجي مما انعكس بشكل سلبي على مواردها ومستوى معيشة سكانها في مجال الامن الغذائي. وكان البروفوسور عبد الله جا،الامين التنفيذي للوكالة الافريقية للسور الاخضر الكبير قد ألقى كلمة باسم الخبراء وموظفي الوكالة والشركاء الفنيين والماليين عبر خلالها عن شكره واعتزازه وامتنانه للعون والدعم الذي لقيته الوكالة غداة إنشائها 2011 في انجامينا مما شجعها على اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة التصحر وإعداد اطار استراتيجي شامل وإنجازالمشاريع الرامية الى مواجهة التحديات البيئية وإرساء قواعد تنمية شاملة في منطقة الساحل والصحراء. واضاف ان تلك المواكبة والدعم التي لقيها انشاء هذه الوكالة مع نقل مقرها لاحقا الى نواكشوط طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز، مكن من تحقيق أهدافها على طريق معالجة القضاياالمؤسسية والقانونية والتنظيمية لهذه المنظمة الافريقية الناشئة. وقال ان تخصيص نسبة 60% من الموارد المائية لدعم السورالأخضر الكبير في كل دولة عضو في الوكالة يبقى اهم وسيلة للاسهام في إنجاح هذاالمشروع الهام . ودعا الجميع الى غرس ما اسماه"أشجار الامل" المثمرة في المنازل والى تنظيم قافلة خضراء لشباب فضاء السور الاخضرالكبير. وقام الرؤساء بعد ذلك بغرس اشجار مثمرة داخل حديقة المركز الدولي للمؤتمرات وزيارة المعرض المقام بالمناسبة والذي يعكس الجهود المبذولة من طرف بعض الهيئات والمشاريع الوطنية في مجال حماية البيئة ومكافحةالتصحر واطلعوا خلال الزيارة على اسهادمات المراكز العلمية الموريتانية في هذاالمجال.
لمنتدى العالمي يكرم أعلام موريتانيا.. الشيخ محمد اليدالي
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 26 تموز/يوليو 2015 23:39
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فسنواصل على بركة الله ما أمرنا به شيخنا الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم من الترجمة لأعلام بلاد شنقيط
من علماء وأبطال ومحبين ورجال مقاومة، من شرق موريتانيا إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، وفق ما يطلق عليه شيخنا حفظه الله ورعاه: "تاريخ موريتانيا الإيجابي"، وسنترجم اليوم للعلامة الشيخ محمد اليدالي، والله المستعان وعليه التكلان
الشيخ محمد اليداليهو العلامة محمد بن المختار بن محمد السعيد بن المختار بن عمر بن علي بن يحيى بن يدال خامس تشمشَ، وأمه هي الصالحة المشهورة: امبيكله واسمها فاطمة بنت سيد الأمين بن بارك الله الديمانية، ولد الشيخ محمد اليدالي سنة 1096هـ عند بئر تندكسمِّ، وهو المعروف باليدالي وبالديماني، من قبيلة اليداليين أهل العلم واليمن والبركة، ومما يعرف عند الناس أنه لم يخل حيهم في مختلف الأزمنة من اثني عشر عالما، يقول العلامة محمذ بن أَحمد بن العاقل من قطعة يمدحهم بها:ذاك المنار وقد لاحت به دمن :: مثل اليواقيت من آل السعيدينقوم سعيدون لايشقي جليسهم :: مقالة رويت عن ناصر الدينهمُ الجحاجح فى عز وفى كرم :: همُ البزاة همُ روض الرياحينهمُ المجاذيب همْ همُ الهـداة همُ :: همُ المشاييخ من زين الى زينحلو الشمائل والإحسان ديدنهم :: بيض الوجوه همُ شم العرانينبهم نفاخر أهل الأرض قاطبة :: وهمْ لعمري حماة العلم والدين.
نشأ الشيخ محمد اليدالي في بيت علم وصلاح واستقامة ويعتبر من أجل علماء البلاد علما وصلاحا وورعا، كما عرف بحب النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة مدحه له صلى الله عليه وسلم، وكانت له صلات ثقافية واجتماعية مع أجل معاصريه وأمراء عصره، وقد تعهد له أمير لبراكنه أحمد بن الهيبه بهدية سنوية وظيفة له ولأولاده، عليه وعلى أولاده من بعده كل سنة، مكافأة له على مديحيتهالمعروفة بصلاة ربي.
قال عنه الشيخ أحمد بن الأمين العلوي في الوسيط: "أحد العلماء الأعلام،والغطارفة الكرام، وتقدم إنه أحد الأربعة الذيم لم يبلغ مبلغهم أحد في العلم في ذلك القطر، كان مشهورا بالفهم والحفظ والصلاح، وله التآليف المشهورة.."وقال أبو عبد الله الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولاتي في فتح الشكور في ذكر اليدالي: "كان رحمه الله شاعرا ناثرا، ألف تأليفا مفيدا في مجلدين في تفسير كتاب الله العزيز سماه الذهب الإبريز على كتاب الله العزيز،وله قصيدة ميمية عجيبة من أحسن القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم في سبعة وأربعين بيتا خارجة عن بحور الخليل بن أحمد الخمسة عشر وعن المتدارك والخبب مطلعها:صلاة ربي :: مع السلام على النبي :: خير الأنام بادي الشفوف :: داني القطوفبر عطوف :: ليث همام ذاك النبي :: الهاشمي ذاك العلي :: الهادي التهامي
صلى الله عليه وسلم، تلقاها الناس بالقبول، وكذا غيرها من تواليفه الحسان،وشرحها شرحا عجيبا مفيدا، ولها بركة عظيمة وفضائل..".
أخذ الشيخ محمد اليدالي العلم عن أكابر أهل زمنه مثل العلامة ألفغ عبد الله بن عمر الأبهمى والعلامة أحمذ بن المختار باب اليدالي والعلامة ألفغ ميننحن بن مود مالك والقاضي المختار بن ألفغ موسى والعلامة محمد الكريم بن الكوري بن سيد الفالي، والشيخ نختار بن المصطفى اليـدالي، والعلامة مسكه بن بارك الله.
أما شيخه ألفغ عبد الله فقد درس عليه القرآن ونقل عنه في كتبه وقال في مورد الظمآن في المحذوف في القرآن: بل نقتفي ترجيح عبد الله :: العالم العلامة الأواه
وقال الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف في كتاب الأنساب: "وكفى ألفغ عبد الله فخرا أن الشيخ محمد اليدالي كان تلميذا لـه صرح بذلك في كتبه كفرائد الفوائد لقبه فيه ضياء الدين وقد أدرك من عمره أربع عشرة سنة وذكر اليدالي أن سبب الفتح عليه أن شيخه ألفغ عبد الله أدخله يوما في البئر المسماة تنوبك يطلب سطلا لـه سقط فيها فسقطت على اليدالي البكرة وهو في قعر البئر فشجت جبهته شجة منكرة وقال لـه ألفغ عبد الله سيبلغ فيك الفتح ما بلغت تلك الشجةوكان اليدالي يقول لقد بلغت بتلك الشجة ما شاء الله وكان ألفغ عبد الله لا تأخذه في الله لومة لائم آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر قال اليدالي في النصيحة واعلموا أن باب الأمر والنهي قد ضيع أكثره بعد مشائخنا المرحومين الصالحين أبو محم والطالب أجود وعبد الله بن عمر اليزيكذي."،
وأما أشفغ ميننحن فقد قال اليدالي في شأنه: " لم أذق حلاوة الوالدية بعد والدي إلا منه رحمهما الله تعالى وجعل الجنة مثواهما"، وكان يثني عليه ويجله كثيرا ومن وصفه له: "كان أقضى القضاة وسيد الهداة وسيد الحكام، خاتمة الأعلام، يرجع إليه عند التباس الأوهام بالأفهام، بركة الزمان، محيي الإيمان.."إلى أن يقول: "فقد نلت والحمد لله في الدنيا من بركته وعلمه وأخلاقه، وأنا أرجو في الأخرى شفاعته".وأما القاضي المختار بن أشفغ موسى فقد ذكره في أمر الولي ناصر الدين بقوله: "أخبرني محمد بن المختار بن موسى قال عن أبيه شيخنا المذكور".أخذ الشيخ محمد اليدالي الشاذلية عن ابن عمه نختار بن المصطفى بن محمد سعيد، الذي مر في طريقه إلى الحج بسيدي أحمد الحبيب السجلماسي ومكث معه سنة، وأخذ عنه الطريقة الشاذلية، وأدخلها إلى بلاد الكبلة، وقد أخذ سيدي أحمد الحبيب السجلماسي الطريقة عن سيدي أحمد بن عبد القادر الذي أخذها عن سيدي محمد بن ناصر.وممن أخذ عن اليدالي ابن عمه ألما بن المصطفى بن محمد سعيد وهو المعروف بـ ألما العربي وألما الشاعر، ويروى أن اليدالي قال مرة لتلميذه ألما العربي وكان معجبا به إنه هم أن ينزع له عمامة الشعر غير أنه تذكر بيتين من قصيدة اليدالي الميمية المشهورة:حسن بدئي واختتمامي :: بك يا خير الأناموالبيتان هما:فدم الفجارِ جار :: ونجيع الهامِ هامِكامل الأوصاف صافٍ :: وافر الأقسامِ سامِ
وقسئل العلامة سيدي عبد الله ابن رازكه عن أشعر زوايا القبلة فقال لا أدرى إلا أن القائل: آيات طه = ليست تباهى = ولا تناهى = على الدواملا يباهى هو أيضا ولا قيل مثله في القبلة.
وممن أخذ عن اليدالي كذلك العلامة وَالدْ بن خَالُنَا الأبهمي الديماني، وهو تلميذه الوحيد الذي تخرج على يده في العلم الظاهر والباطن، وتأثر به كثيرا وقال عنه في آخر كتابه كرامات أولياء تشمش: "ولا يستنكر على من ادعاه منهم فإن الله على كل شيء قدير ويخص من يشاء بما شاء قلت فما ظنك بالولي السعيدي اليدالي إذ هو نتيجة هؤلاء القوم وثمرة بنى بارك الله فيهم المذكورين آنفا فهو ثمرة الفريقين على ما حواه هو إذ هو ولي الله وصاحب كشف جامع بين الظاهر والباطن ملك بالنهار وراهب باليل كما ترون وتعلمون نفعنا الله ببركته وبركة أمثاله آمين يارب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الحمد لله الذى بنعمته وجلاله تتم الصالحات."
ويروى أن اليدالي سمع ذات ليلة والدا يترنم ببيت المتنبي:ومن الخير بطء سيبك عني :: أسرع السحب في المسير الجهامفقال: إن ابن خالنا هذا استعجل "اطليصَ" يعني الإجازة.
وكان الشيخ محمد اليدالي ظاهر الكرامة صادق الكشف، وهو من الكمل السبعة الذين أخبر بدر الزمان وقطب ذوي العرفان الشريف الولي سيد محمد الشريف الصعيدي أنهم سبقوه في هذه الأرض، وهم: اندكسعد وحمدي بن الطالب اجود وآب بن المختار بن ألفغ موسى والمختار بن ألفغ حيبل ومحمد اليداليوناصر الدين وألفغ اوبك، كما في لطائف التعريف في حياة سيدي محمد الشريف للقاضي الشريف محمد ابن عابدين.
وذكر العالمان الديمانيان سيد أحمد بن اسمه والمختار بن حامد جملة من كراماته نقلا عن السند العالي في مناقب اليدالي للنابغة الغلاوي، يقول ابن حامد: "فمن المختار بن محمد سعيد، محمد اليدالي بن المختار بن محمد سعيد قال فيه النابغة الغلاوي في كتابه السند العالي في مناقب اليدالي: "كان عالما دينا هينا لينا عارفا بالله تعالى صوفيا مطبوعا على العمل والتأليف ألف وهو صبي ولم يبلغ الحلم، حسين الخلق رفيقا بالخلق كثير العفو عنه شديد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم له عليه قصائد كثيرة..
ومن كرامته: أنه لم يبتله الله طول عمره بالقضاء مع سعة علمه وتضلعه من علمي الحقيقة والشريعة وكان مفتوحا عليه في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن العظيم فيقرأ دلائل الخيرات نحو سبعين مرة في أسرع وقت ويختم القرآن في ركعتين ثم يسرع في تأليفه وكان إذا احتاج في التأليف إلى خزانة طالعها في يومين ثم يردها إلى أهلها عن قريب، وذكر بعض الثقات أنه إذا أخذ في قراءة القرآن لا يمر بحشيش أو حجر ولا مدر إلا وقبضه بيده ليشهد عليه بذلك. وكان إذا آوى الناس إلى مراقدهم بالليل أوقد شمعته ويبيت يؤلف إلى طلوع الفجر. وكان عنده نضو سريع إذا رحل الناس شد راحلته عليه وأخذ بزمامه وجلس تحت شجرة وشرع في تأليفه حتى إذا قطع الناس ميلا طوى كتبه وجمع آلاته وركب وأجراه إلى أمام الناس. وهكذا إلى أن ينزلوا وكانت تخرق له العادات في نقل التآليف فيكتب كراستين أول النهار وكراستين آخر النهار وكان يقول على وجه الإخبار لا على وجه الإفتخار: إنه لو لم يكن بدويا بأن كان حضريا لألف قدر ما ألف السيوطي أخبرني به غير واحد ..
ومنها أنه أخذته فتيةٌ ذات يوم فغمض عينيه اثنان منهم قويان ثم أخذ باقيهمنص خليل ففتحوه فسألوه عن المدرك الذي فتحوا فأخبرهم فلم يزالوا يفتحون الكتاب ويسألونه إلى أن أكملوا نص خليل وهو يخبرهم بما فتحوا عنه مكاشفة وكانوا بعدُ يقولون في شأنه: فهل يسأل عن خبر اليدالي بعد عشية الكتاب. ومنها أنه جاءه والد الديماني ذات ليلة فسأله عن كتاب ينظر فيه كلمة فأخذوا له الكتاب فجلس وراء ظهر الشيخ ففتح والد الكتاب فمد اليدالي يده وراء ظهره فقلب ورقتين ثم وضع إصبعيه على كلمة فقال له يا والد كلمتك التي تطلب هذه فنظرها والد فإذا هي كلمته بعينها فتعجب من كشفه..ومن غريب أمر اليدالي إبل لِحْسَيْكَ التي جاءته وفي أوبارها أوراق شجر لحسيكه وهو شجر لا ينبت في هذه البلاد فأعرض عنها معتبرا أنها من ضالة الإبل فلم تزل تعرض نفسها عليه حتى فهم و ثلج صدره إلى أنها هبة من الله تعالى وبقي نسلها إلى تاريخ قريب، ويروى أن أحمد لمجد بن محنض بن الماح قال إنه لا يعطيه أحد شيئا إلا وكثر عنده، فأهدى له محَمّدْ اليِـدّالِيّ بعيرا فحلف بالله إن ابن المختار بن محم سعيد هذا سيجد الإبل من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم، فجاءت إبل لحسيكه المعروفة.وكان أحمد لمجد رجلا صالحا قال العلامة المختار بن جنكي اليدالي في نظم المدافن:ببئر أمسدوغَ ذو القرآن :: أوبي وأَحمد لمجد الربانى.
وللشيخ محمد اليدالي الكثير من المؤلفات المفيدة ومنها: الذهب الإبريز في تفسير كتاب الله العزيز الذي أنهاه سنة 1160هـ تقريبا ويعد هذا التفسير أقدم تفسير موريتاني، وقد طبع في 7مجلدات وقد حققه حفيد المؤلف الأستاذ الراجل بن أحمد سالم اليدالي الأمين العام لزاوية الشيخ محمد اليدالي وقد استفدت كثيرا من ترجمته له فيه وفي خاتمة التصوف، ومن مؤلفاته أيضا الحلة السيرافي أنساب العرب وسيرة خير الورى، وخاتمة التصوف التي منها نظم الشيخ أحمدُّ بمب نظمه المسمى مسالك الجنان كما في "ذات ألواح ودسر"، ومنها شيم الزوايا، وأمر الولي ناصر الدين، ونصيحة تشمش، والمربي على صلاة ربي،وشرح أسماء الله الحسنى، والوسيلة الكبرى في إصلاح الدين والدنيا والأخرىوقد يطلق عليه وسيلة السعادة في الصلاة على النبي صلى الله عليه، وواضح المذاهب وهو نظم في نسب آل البيت، وقواعد العقائد، وفرائد الفوائد في شرح قواعد العقائد، وتقريب المعاني في علوم البديع والبيان والمعاني، وتاليف "اللفعه"وهي سمة نالها من شيخه الفقيه ميننحن بعد أن ختم عليها القرآن مرات كثيرة.ومن نظم بغية السائلين عن بعض مآثر اليداليين للعلامة أحمدُّ بن اتاه بن حمينَّ:من السعيد وابنه المختارِ :: محمد اليدالي ذي الأنوارِألف في التوحيد والتفسير :: وغيرها في الزمن اليسيروفاق في مدح النبي وحبهِ :: وحب آله وحب صحبهِوما من الخصوصيات أُعطي :: فإنني لذكره "متْخَطِّ"فإنه أكثر من أذكرهْ :: ولتنظر "الوسط" في ذاك ترهْوقال قد نظرت بالعينين :: الكتبَ في العالم غير اثنينلم أدر هل أصاب ذين حرقُ :: أم غرقا، وذا لِعادٍ خرْقُ
يعني بالوسط كتاب الأستاذ محمذن بن باباه: "الشيخ محمد اليدالي ووسطه الإجتماعي".وقال سيد أحمد بن اسمه في كتابه المذكور: "من أجل تواليف بني ديمانتواليف اليدالي وهي كثيرة قال النابغة الغلاوي في كتابه النجم الثاقب:"أخبرني بعض الثقات أنها تبلغ الخمسين وأخبرني زين أنها تزيد على الثلاثين"اهـ."، وقال النابغة أيضا: "وقد وقفت على جملة منها تدل على سعة علمه وكثرة نقله وتبحره في سائر العلوم المعقولة والمنقولة".ولليدالي فتاوى شرعية في نوازل مختلفة، وبلغ ديوانه الشعري 1600 بيتا حققه الأستاذ الأمير بن آكاه، ترجم له فيه وفي تحقيقه لنظم مدافن تشمشَ وهو من مراجعي ههنا.ومن أشهر قصائده قصيدته في مدح القرآن وحبه وخدمته أثبتها في تفسيره ومطلعها:إِنَّ هَمِّي كِتَابُكَ الْمُسْتَبِينُ :: يَا إِلَهِي يَا مَنْ بِهِ نَسْتَعِينُأَنَا مِنْ خَادِمِيهِ وَالْمُسْتَحِقُّ الدَّ هْرَ لِلخِدْمَةِ الْكِتَابُ الْمُبِينُحُبُّهُ فِي قَلْبِي وَخِدْمَتُهُ مَا عِشْتُ دَأْبِي وَدَيْدَنٌ لِي وَدِينُ وقصيدة صلاة ربي التي يقول عنها: "هذه القصيدة لها فضل عظيم وبركة ولا يستنكر ذلك في جنب بركته صلى الله عليه وسلم، وقد وجدت لها بركة في مواطن كثيرة منها أني ركبت في بعض سفن النصارى قاصدا أكادير دوم لأطلع على بعض عجائبه فسرنا حتى أقبل الليل فهاجت ريح شديدة كادت تكسر السفينة حتى كادوا أن يوقنوا بالهلاك فصاروا يستغيثون من شدة ما نزل بهم وأنا وحدي في جانب من السفينة لا يعبأ بي ولا يعرفني أحد منهم ولا أعرفه حتى جعل واحد منهم يردد هذا البيت:صلاة ربي = مع السلام = على حبيبي = خير الأنام
فقلت له: أتعرف قائل هذا البيت قال قائله زاو من أهل القبلة لا أعرفه فقلت له:أنا قائله وأنشدته بعض القصيدة فأقبل علي أهل السفينة كلهم فجعلوا يسألونني عن نفسي وعن شأني فأخبرتهم ثم جعلوني في موضع من السفينة لا ينالني فيه شر فمن حينئذ نالتني بركة النبي صلى الله عليه وسلم ثم سكنت الريح وهدأت والحمد لله وبتنا سائرين إلى أكادير دوم فحملوني على أعناقهم إلى البر ولم يبتل مني ولا من لباسي شيء فدخلت القصر وأقبل علي أهله بالإضافة الحسنة والإكرام والتعظيم وأنواع التحف والهدايا والكاغد الشاطبي مما لم أحتسب ولم يخطر لي ببال وذلك كله ببركة ممدوح القصيدة صلى الله عليه وسلم، وأطلعني النصارى على بعض عجائب أكادير دوم ودعوت رئيس النصارى للإسلام فلم يسلم ولم يبعد منه رزقنا الله الإيمان ودوامه إلى الممات ويسر الله لي من حملني ومتاعي على جمل إلى أهلي."ويشير صاحب هذه الصفحة إلى بعض مؤلفات الشيخ اليدالي والعلامة الصالح البركة الورع محمد سالم بن المختار بن ألما، من قصيدة يذكر فيها بعض مآثر اليداليين:هي "الذهب الإبريز" والجوهر الذي :: نباهي به أهل القرون السوالفوفيها "المربي" منقذ من ضلالة :: بهدي لطه المصطفى غير حائفونيطت عليها "حلة" معنوية :: يشع سناها ساطعا غير خاسفوفيها "الرقى" للمستهام بحبها :: وفيها لقا المحبوب رهن التعارفوكشف حجاب الجهل ثمة واضح :: بسيل لأنهار المعارف جارف"فوائد من حلي البديع فرائد" :: بها "ختم الإحسان" عند العوارف.ومن تلك القصيدة:همُ ما همُ إلا هداة مشائخ :: يصلون ما بالوا بقطع المعاطفوما لمصل غير أنظام فقههم :: وما لمزك غيرها من مساعفوجذوة مصباح اللغى سلك نظمهم :: إلى غير ذياك النظام المضاعفولم يك مثل القوم في العلم والهدى :: وأنجالهم أمثالهم في المواقفهم السند العالي لكل فضيلة :: وعقد لآلي المكرمات اللطائفوما منهم إلا سعيد موفق :: دؤوب على الخيرات زين الطوارفوشق لهم طبل الأمير فهينمن :: بذكر خلال لاهجا بعواطففذكرهم مغني اللبيب بنظمه :: وبالنثر والمعروف رد العوارف.
توفي الشيخ محمد اليدالي سنة (1166هـ) بعد أن عاش سبعين سنة، ودفن ب"انتَوْفّكْتْ"، ومعناها: ذات الشمس، قال العلامة الشاعر امحمد بن أحمد يوره عند كلامه عن انتوفكت: "وبها المقبرة التي فيها سيدنا وقدوتنا وشيخ أشياخنا سيدي محمد بن سعيد اليدالي مؤلف الذهب الإبريز في تفسير كتاب الله العزيز".ويقول العلامة أحمد بن اجمد مؤرخا لميلاد الشيخ اليدالي ووفاته:قَدْ وُلِدَ الْيدالِي عَامَ "وضْـــشِ" :: وبَعْدَ سَبْعِينَ ضَجِيع نَعْشِمِنْ بَعْدِ مَا أَنْهَى كِتَابَهُ الذَّهَـبْ :: بِوَاوِ أَعْوَامٍ إِلَى الله ذَهَبْ.ولليدالي ولدان هما: المختار سعيد "التاه" ومحمد السعيد "أواه"، وتسع بناتوفي ذريته الصلاح والعلم واليمن والبركة، ومما منَّ الله به عليّ أن لليدالي علي ولادة والحمد لله تعالى من طريق بناته: عيشه وحنَّ وامباركَ اعلينَ، رحمهم الله تعالى برحمته الواسعة.وهذه قصيدة الشيخ محمد اليدالي في مدح القرآن الكريم وحبه:إن همي كتابك المستبينُ :: يا إلهي يا من به أستعينُأنا من خادميه والمستحق الدهر للخدمة الكتاب المبينحبه في قلبي وخدمته ما :: عشت دأبي وديدن لي ودينفهو الدهر ملجئي وقريني :: فلنعم الملجا ونعم القرينُوهو حصني ومأمني وإذا ما :: خضت بحر الخطوب فهْو السفينُإن من لاذ واستجار به فهْو بماموله حرٍ وقمينُذلك القرآن العظيم الذي جاء به الصادق النبي الأمينذلك القرآن العظيم الذي فيه أتانا هدى ونور مبينذاك تنزيل من حكيم حميد :: وهْو حرز لنا وحصن حصينوهْو نورٌ هدى كتاب عزيز :: عروة وثقى وهْو حبل متينالكتاب الذي من الْحدَ فيه :: فله النار والعذاب المهينالكتاب الذي من اوتيَه تصلح دنيا له وأخرى ودينوله رضوان العلي ونعيم :: وله حور في الفراديس عِينالكتاب الذي به المرء يغدو :: بديانات المسلمين يدينوبه سدفة الغواية تجلى :: وبه الدين والهدى يستبينوبه تكشف الكروب سريعا :: وبه منهج النبي يبينوبه تشرح الصدور وتشفى :: وبه قسوة القلوب تلينوبه تغفر الذنوب وتجلى :: كُرب المشتكي ويسلو الحزينوينال الشفا به والأماني :: والكرامات والتقى واليقينوبه الرشد والقلوب به يجلى صداها وما عليها يَرينوبه يصرف البلا ويغاث المستغيث اللهيف والمستكينرب إني به إليك توسلت فغوثي كتابك المستبينفاهدني في تفسيره للهدى والحق يا من يهدي ويا من يعينوأعني يا ذا الجلال عليه :: وأعن من يعينني يا معينيا إلهي واجعله لي شافعا لا :: ماحلا للفعل القبيح يُبينإذ هو الشافع المشفع حقا :: وهو الماحل الذي لا يَمينواجعلنه جلاء همي وحزني :: واجعلني به دواما أَدينرب واجعله صاحبي وأنيسي :: وخديني في القبر نعم الخدينواكفنا الشر والبلايا جميعا :: وأجرنا من كل خطب يُهينرب وافكك أسري ورهني فإني :: بذنوبي مكبل ورهينرب لا تجعلني أجازى بجرمي :: لا أكوننْ أُدان كيف أدينلا تُحني بشؤم ذنبيَ في يوم شديد فيه العصاة تَحينرب جدلي باللطف منك إذا ما :: ضم جسمي راء وميم وسينلا يكن لي في موقف الحشر ربي :: فزع أو عين وطاء وشينوبِيَ الطف دأبا ولا سيما إن :: حل بي ما لا بد أن سيكونوعلى الخير قَوِّني وعلى البر فأنت البر القوي المتينواهدني للهدى وبيِّنه لي أنت الذي توضح الهدى وتُبينُواقض عني تفضلا تبعاتي :: وديوني طرا فإني مدينُرب واستر دفائن السوء مني :: يوم يبدو الخفا ويجلى الدفينلا تهن شيبتي فأنت الذي تكرم فضلا من شئته وتهينمستجيرا بمن بقلبي إليه :: أبدا شوق دائم وحنينأحمد المصطفى الممجد طه :: الهاشمي الهادي الوجيه المكينصلِّ دأبا عليه ربِّ وسلم :: ما بدا شارق وسال مَعينُ.وهذه قصيدته المشهورة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم "صلاة ربي":صلاة ربي= مع السلام=على حبيبي =خير الأنامبادي الشفوف =داني القطوف= بر عطوف= ليث همامذاك النبي= الهاشمي= ذاك العلي= الهادي التهاميذاك الرفيع= الغوث المنيع= ذاك الشفيع= يوم القيامعين الكمال= عين الجمال= قطب الجلال= قطب الكرامنافي الضلال= ضافي الظلال= صافي الزلال= لكل ظامجم الخصال= جم المعالي= جم النوال= نداهُ هامزين الخلال= زين الرجال= زين الفعال= زين الأسامِيعالي المنار= عالي الفخار= عالي النجار =عالي المقامبدر السعود= وافي الوعود= وافي العهود= وافي الذمامقطب الوجود= مغني الوفود= مدني الأسود= من الحمامهادي العباد= هادي الأيادي= جالي الأعادي= جالي الظلامحام الحقائق= غوث الخلائق= صافي الخلائق= كافي الزُّنامأسنى الوسائل= أسنى المحافل= مسدي الجلائل= مردي اللئامطود الجلاله= بادي البساله= نجم الرساله= بدر التمامسهل السجايا= جم المزايا= بين البرايا= وسط النظاممبدي العجائب= مهدي الرغائب= له كتائب= أُسد اللّطامسود الوقائع= خضر المرابع= بيض الشرائع =حمر السهاموجه جميل= طرف كحيل= ظل ظليل= على الأنامفخر أصيل= مجد أثيل= خد أسيل= في الفخر سامعز قديم= هدي قويم= وجه كريم= على السلامجاه عظيم= مجد صميم= جود عميم= بلا انصرامخَلق صبيح= خُلق مليح= نطق فصيح= أسنى الكلامليث جريء= غيث مريء =غوث بريء= من كل ذامهادٍ أمين= حصن حصين= حبل متين= بلا انفصامناء مداه= هام نداه= مول عداه= حد الحسامذو المعجزات الــ=مبينات الــ=محَكمات الــ=غر السواميأبدى الإله= سنا حلاه=زارت علاه =ظبي المواميوالذئب عنا =والجذع حنا=له وأنا =كالمستهاموالبدر شُقّا= لمن ترقى=وبات يلقى= بالإحتراموالصخر سلم =والجو أظلم=له تكلم= موتى الرجاموالبئر فارت= والسرح سارت= دعى فصارت= خصبا أزاموالشاة أبدت= والشمس ردت= له أُعدت =دار السلاموالضرع درَّا =والوحش قرَّا=له أقرا =ضب الأكاموالجذع خارا =والغيث فارا=لمَّا أشارا =إلى الغمامآياتُ طه =ليست تُباهى=ولا تناهى= على الدوامقلبي لديه= شوقي إليه=يزكو عليه= أزكى السلامماالدهر لاحت= ذكى وفاحت=صبا وناحت= ورق الحمامعلى الإمام =أعلى الأنام= أنمى السلام =من السلامإني لشادي =خير العباد=راجي أياد =منه عظاميامن حباه= بما حباه= ثم اصطفاه= هب لي مرامِيرب امحُ عني= ماكان مني= سوءًا فإني =بك اعتصاميوحط ذنبي =وأحي قلبي= فأنت ربي= محي العظامكفّر ذنوبي =واستر عيوبي= واكشف كروبي= واغفر أثاميحقق منانا= فيك امتنانا= واغفر خنانا= بذا الإمامقنا البلايا= وافتح لنا يا= جم العطايا =سُبل السلاموارزق لنا يا= باري البرايا=عند المنايا =حسن الختام.
الاشعاع:ينشرتفاصيل حادثة اسنيم
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الخميس, 23 تموز/يوليو 2015 21:27

اعتدى عامل سابق في سنيم يدعى عمر صمبا جنيغ على ماسيره كبير تقنيي المحطة الحرارية في سنيم نواذيبو حيث طعنه بسكين طعنات بالغة الخطورة ليعتدي في مرحلة لاحقة على بدبده ولد أحمدو رئيس نفس المصلحة و يطعنه بنفس السكين .
و توصلت صحيفة اخبارية بعد تتبعها للخبر إلى أن الرجلين يحظيان باحترام واسع في المحيط العمالي و تقول الرواية التي تلقيناها إن العامل كان قد فصل قبل فترة من الشركة في انواذيبو بعد شجار اعتدى فيه على أحد العمال بقضيب معدني حيث تم تسريحه دون حقوق كما تقضي قوانين الشركة و قد ادعى عند فصله ضياع بطاقته الوظيفية التي يلزم إشهارها بغية الدخول إلى مقر العمل و قد حاولت مصلحة الأشخاص معه كثيرا لاسترجاع البطاقة دون جدوى مكررا أن البطاقة ضائعة غير أن الحقيقة هي احتفاظه بها ربما لنية مبيتة .
و تقول المصادر إن الجاني دخل اليوم مقر العمل و طلب لقاء مدير المصادر البشرية و هو ما تم بالفعل ليطلب العودة إلى العمل أو دفع الحقوق و عندما أوضح المدير له أن كل ما اتخذ بصدده كان قانونيا و أنه إذا كان هنالك أي تظلم فبإمكانه تقديم شكوى إلى مفتشية الشغل هدد بأنه إن لم تتم إعادته أو الوصول إلى حل معه فإنه سيذبح رؤساءه في العمل و فور خروجه من المكتب اتصل مدير المصادر يعمال الأمن في الشركة طالبا منهم إخراج المعني من مقر العمل و معرفة كيفية دخوله و استخلاص أية بطاقة بحوزته من المحتمل أنه استخدمها للدخول و في خضم البحث المكثف كان الجاني قد وصل إلى المحطة الحرارية حيث كان يعمل ليبدأ بمكتب كبير التقنيين فيها و يدعى ماسيره و هو من قدماء العمال و ذو سمعة جيدة حيث طعنه ثلاثة ظعنات اثنتان في البطن و واحدة عند الخاصرة ثم غادره مضرجا بدمائه إلى رئيس المصلحة بدبده ولد أحمدو و هو مهندس شاب محبوب حسب ما أفادت به مصادرنا ليحاول رئيس المصلحة التترس من الجاني أو الخلاص منه دون جدوى حيث تعرض المهندس الشاب لطعنة في الخاصرة ثم يلوذ عمر صمبا جنيغ بالفرار .
و تقول مصادر مراسلون إن قوات الدرك ظلت تواصل البحث عن الجاني في محيط العمل دون أن تعثر عليه حتى ساعات المساء و لم تتلق مراسلون حتى الساعة ما يفيد بالقبض على الجاني .
تاريخ موريتانيا الإيجابي يتواصل بأمر من الشيخ علي الرضا (حلقة الشيخ سيدي)
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الخميس, 23 تموز/يوليو 2015 21:03

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فسنواصل على بركة الله ما أمرنا به شيخنا الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم من الترجمة لأعلام بلاد شنقيط من علماء وأبطال ومحبين ورجال مقاومة، من شرق موريتانيا إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، وفق ما يطلق عليه شيخنا حفظه الله ورعاه: "تاريخ موريتانيا الإيجابي"، وسنترجم اليوم للعلامة الشيخ سيدي بن المختار بن الهيبه الأبييري، والله المستعان وعليه التكلان.
الشيخ سيدي الكبير:
إن الذي يحاول الترجمة لطود مثل الشيخ سيديا لا يعرف في الحقيقة من أين يبدأ حديثه لشيوع أخباره وتعدد مآثره وآثاره، وهو في حديثه ذلك يحدث الناس بما يعلمون، وما أحسن قول الشاعر المشهور محمد ولد محمدي العلوي في ميميته الرائعة:
من قاسه بالأكرمين فإنه :: في الشأو قاس مجلياً بلطيم
بل قاس ملتطم البحار بنطفةٍ :: والروضَ غضاً ناضراً بهشيم
حدّث ولا حرج عن الشيخ الرضا :: أو دع إذا حدثت بالمعلوم
وما ذا يقول مثلي في من قال فيه الشيخ أحمد بن الأمين الشنقيطي في الوسيط: "هو العلم الذي رفع على أهل قطره، واستظل به أهل دهره، وماذا أقول في رجل اتفق على أنه لم يظهر مثله في تلك البلاد، وقد رأينا من أحفاده ما يرفع العناد".
ولكن على بركة الله، وامتثالا لأمر شيخنا الشيخ علي الرضا بن محمد ناحي حفظه الله ورعاه، أحاول ههنا جمع واختصار ما وجدت من ترجمته في مظان ذلك فأقول والله المستعان وعليه التكلان:
هو الشيخ سيدي بن المختار بن الهيبه بن أحمد دوله بن أبابك بن محم الملقب انتشايت الأبييري، أمه الصالحة المشهورة عائشة أم المومنين بنت ألفغ عبيد. ولد الشيخ سيدي سنة 1190 ه وهي السنة المعروفة بعام المرفك بنواحي بتلميت،يقول الشيخ محمد فال بن بابه العلوي:
ووقعة المرفق عام يشفق :: ولد فيه العالم المحقق
الشيخ سيدي إمام المغرب :: جميعه من عجم وعرب.
لم يكن للشيخ سيدي همٌّ في صغره غير تحصيل العلم فلم يشغله ما شغل غيره من أبناء سنه، يقول هارون ابن الشيخ سيدي في كتاب الأخبار: "كان هذا الشيخ المذكور آية من آيات الله في وقته حليما لا يزعزعه شيء كالطود الراسي وكان وقورا ثبتا متأنيا في جميع أموره وكان غاية قصوى في العلم وفي الاتباع وفي العمل بما علم حتى قيل إنه لم يفعل مكروها ولا خلاف الأولى منذ عقل إلى أن توفي رحمه الله تعالى برحمته الواسعة وحتى قيل إنه في صغره وطفولته لم يقع منه ما يقع من الصبيان ولم ينتقد عليه شيء كأنما فطره الله يوم فطره على الخير وعمله وجلب المصالح ودفع المضار عن عامة خلق الله تعالى ".
درس الشيخ سيدي أولا على خاله سيدي بن ألفغ عبيد وكان من علماء مدرسة أولاد أبييري كما ذكر المختار بن حامد في موسوعته، وقال عنه العلامة محمد سالم ولد عدود في ندوة "الموروث الثقافي والأدبي للشيخ سيدي": "من أعلام العلماء في هذه البلاد خصوصا علم النحو سمَّت - عائشة بنت ألفغ عبيد- ابنها باسم أخيها فقيل لها: "ثقلت عليه" فقالت كلمتها المشهورة: "ربهم واحد"،فتجاوزت التوقعات ما كانت هي تتوقع.. فجاء الشيخ سيدي".
ثم قرأه على الطالب ألمين بن الطالب المختار وهو من قبيلة تيمركيون يحكى أنه ربما تم القرءان في ألواح تلامذته في يوم واحد، وفي هذه المرحلة أتقن حفظ القرءان الكريم برواية نافع، وقد دامت أربع سنين.
ثم سافر إلى العلامة حرمه بن عبد الجليل العلوي ومكث عنده ثلاث عشرة سنةفأتقن علوم اللغة، يقول العلامة محمد سالم ولد عدود: "ولا أعلم أحدا في عصره غيره يحفظ تسهيل ابن مالك عن ظهر قلب إلا ما كان من امحمد بن الطلبه المشهور، هذان كانا يحفظان تسهيل ابن مالك في هذه البلاد، فإذا قيل إن المكودي كان آخر من يحفظ كتاب سيبويه، فآخر من كان يحفظ التسهيل في هذه البلاد اثنان فقط: الشيخ سيدي وامحمد بن الطلبه".
وكان الشيخ سيدي يجل شيخه حرمه بن عبد الجليل وخدمه خدمة خاصة ذكر الوسيط طرفا منها، وقال هارون في كتاب الأخبار: "وقد كان معروفا بالخدمة لحرمه بن عبد الجليل زمنه عنده يقوم على حيوانه وعياله وضيفانه أحسن قيام ويقوم بمصالح التلاميذ وقد كان يحلب لامرأة من حي حرمَ بقرات لها وكانت تدعو الله له أن يخدمه أولاد الحرائر فأجاب الله دعاءها".
وقال الشيخ سيدي عن نفسه زمنه مع حرم إنه أحس بالعربية رسخت في قلبه وتمددت حتى صارت كالطبيعة فيه، وعند حرمه قال قصيدته المشهورة التي يوصي بها رفقاءه في الدرس ومطلعها:
أيا معشر الإخوان دعوة نادب :: إلى الحق والمعروف ليس بكاذب
وبعد تضلعه من علم حرمه بن عبد الجليل رحل إلى محظرة "الصفره والكحلَ"حيث الشيخ حبيب الله بن القاضي الإيجيجبي وابنه محمد محمود فأقام فيها أربع سنين حتى حصل ما كان يسمو إليه من علم الفقه وقواعده.
ثم شد الرحال إلى تيشيت فأقام فيها سنة ينظر في مكتباتها المزدهرة، وبقيت الملاحظات والتصحيحات والتخريجات بادية بقلم الشيخ سيدي في هوامشالكتب بتلك المكتبات، وفي تيشيت ألف أكثر مؤلفاته ولقي كبير شرفاء أهل عبد المومن، وخرج منها إلى ولاتة التي زار بها روضة الشيخ سيدي أحمد البكايوذلك في طريقه إلى أزواد.
وكان في تيشيت شيخان معروفان بالعلم والصلاح فاستشار الشيخ سيديأحدهما، فقال له: "لا أرى لك حاجة إلى الإستزادة أرى أن تعود إلى أهلك فتبث فيهم ما حصلت من العلم والله ينفع بك هناك". واستشار الشيخ الثاني فقال ليس هذا رأيي، لما بلغت هذا المبلغ أرى أن تغرف غرفتك من هذا البحر الذي يذكر" يعني الشيخ سيد المختار الكنتي.
فصمم الشيخ سيدي العزم على أن يلتحق بالشيخ سيدي المختار الكنتي، وفي طريقه إليه صادف الفرسان يبشرون الحلل بأن الشيخ باب اليوم جاء إلى المسجد -والشيخ سيدي المختار يلقب الشيخ باب-، ففرح بذلك ورأى فيه فألا حسنا للمهمة التي جاء من أجلها. فجاء إلى الشيخ سيدي المختار، فسأله ما اسمك؟ قال: سيدي، فقال: هدي، حتى كررها ثلاثا فتفاءل بذلك أيضا.
وصادف الشيخ سيدي طائفة من التلاميذ يقرؤون تفسير القرءان على الشيخ سيدي المختار قد وصلوا إلى سورة قد افلح المومنون فتفاءل بذلك ورآه الفلاح والظفر بالمطلوب.
وانكب عليه أهل الحضرة يتعلمون منه العلوم، ولازم الشيخ سيدي المختار خمسة أشهر أو ستة إلى أن توفي، ثم ساهم في ترشيح ابنه الشيخ سيدي محمد لخلافته.
وقال هارون رحمه الله تعالى في كتاب الأخبار أيضا: "وكتب إليَّ الشيخ عبد الله بن سيد محمد بن الداه بن داداه ما لفظه: "وكثيرا ما أسمع الوالد إذا أنشد آخر النونية: "جادت سحائب رأفة الرحمن" من قوله: "إني وإن كنت المقصر"يقول: لما أنشد الشيخ هذه القصيدة للشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار قال له: ستنال ما رجوت كله أو أنا أضمن لك أن ترى ما رجوت كله،الشك مني، ويقول الوالد: وما أخذ عليه الكذب في ذلك فتبارك الله أحسن الخالقين".
والمقطع الذي يشير إليه "الراجل" :
إني وإن كنت المقصر أرتجي == بهمُ بلوغ مآربي وأماني
وتسنمي من كل فضل قنة == طالت صعود الشيب والشبان
وتضلعي من كل علم نافع == وتفجري بينابع الفيضان
وتشربي كأس المعارف مترعا == في هيبة وتأنس وتفان
وتدرعي درع القبول مجررا == برد التصدر طيب الأردان
وحيازتي خصل السباق مجليا == في حلبة النظراء والأقران
فهم الجدير جليسهم بسيادة == وسعادة وزيادة وتهان
وقد أجازه الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار في جميع ما أجازه فيه والده وكذلك فعل ابنه الشيخ سيدي المختار الصغير، وأجازه كذلك الشيخ سيدي اعمر والشيخ حبيب الله ابنا الشيخ سيدي المختار.
قال هارون في خضم حديثه عن رحلة الشيخ سيدي هذه: "وكان محمذ بن منيه بن ألفغ عبيد خاله أيضا الذي رأس أولاد أبييري يسأل عن الشيخ سيدي غاية ويسأل عن سيد المختار ابن أخيه ويقول إنه قال له والد الديماني الذي قد صحبه وتاب إلى الله تعالى معه وصار يبكي من خشية الله: "إن دولة الزوايا مطلقا ودولة أولاد أبيير خاصة ستصلح على يدي واحد من قومكم المتغيبين في طلب العلم"، ويقول منيه إنه يرجو ذلك لابن أخته يعني الشيخ سيدي "، وقال الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف في كتاب أنساب بني أعمر إديقب: عند "ذكر جملة مما أخبر به الولي والد": "ومنه ظهور الشيخ سيدي الكبير وأنه سيكون لـه شأن عظيم".
ولقد اشتهر كشف والد هذا واطرد، يقول يگوى بن أحمد ميلود الفاضلي الديماني:
ووالد القطب الولي المالي :: صحائف الكتب من التوالي
مؤتى الخوارق على التوالي :: وما لمأتاهن من منال
وقال العلامة مولود بن أحمد الجواد اليعقوبي مشيرا إلى ذلك من قصيدة له:
ووالد هل ياتي الزمان بمثله :: أليس بأمثال الفتى بعقيم
فيا لك من صدر له كان سالما :: وقلب تحلى بالعلوم سليم.
وذكر هارون بن الشيخ سيدي في كتاب الأخبار أيضا أن جده الشيخ سيديا مكث في الحضرة المختارية ستة عشر عاما ثم شد الرحال إلى وطنه، وكان رجوعه إليه أواخر سنة 1242ه أو أوائل سنة 1243ه.
ويصف العلامة محمد سالم بن عدود مجيء الشيخ سيدي فيقول: "ورحل الشيخ سيديا إلى هذه البلاد فجاء مجيء المطر الذي ليس فيه رعد يزعج ولا برق يكاد سناه يذهب بالأبصار، فبدأ حياته التي أدركها الناس: المدرسة العلمية والزاوية الإرادية، التي يصورها بقوله -هنا في بوتلميت- في استسقائيته:
ولا برحت أرجاك مأوى ذوي التقى :: يقيمون فيها قربة وقنوتا
ومخلى به حزب الإرادة يختلي :: نجيا ويدعو جاهرا وخفوتا..
تفجرت ينابيع الحكمة من الشيخ سيدي وكان ينصح مريديه، فيقول لهم:
ما ابيض وجه باكتساب كريمة :: حتى يُسوده شحوب المطلب
ويقول لهم بلهجة الحسانية: يتْلاميد حد هام يجبر ش ما كط جبر حد إواس ش ما كط وساه حد"، الحكمة المعروفة: "من أراد أن تخرق له العوائد فليخرق العادة بنفسه"، إلى أن يقول: " كاد يكون الشيخ سيدي أسس دولة هنا: وحد بين الناس وأصلح ذوات البين التي كانت فاسدة وراسل الملوك والأمراء وذهب هو بنفسه في هذه المهام وأوفد ابنه الشيخ سيدي محمد إلى منطقة لكرار (وادي الساقية الحمراء)".
وما ذكر العلامة محمد سالم من سعة علاقات الشيخ سيدي هو ما يعبر عنه العلامة حمدا بن التاه في محاضرته في ندوة الشيخ سيدي المذكورة بقوله: "إن الشيخ سيدي مرجعية نموذجية لمختلف الأبعاد، في العطاء الثقافي والاجتماعي والسياسي في هذا البلد، والذي يقرأ كتاب الشيخ هارون ولد باب ولد الشيخ سيدي والرسائل الصادرة عن هذه الأسرة، يجد أن آفاقها لم تكن محدودة، ليس فقط في اترارزه أو في موريتانيا ولكنها تتجاوز هذه الآفاق إلى أقطار أخرى،وإذا كان الشيخ سيدي محمد يقف في الشمال ليضع حدا من الحدود الموريتانية ويقول:
أحمراء السواقي ما ورائي :: الآن غربت أيها الانتشائي
فإن الشيخ إبراهيم ولد الشيخ سيدي يضع أيضا لبنة ليحد الحدود الشرقية:
ها أنا اليوم بالنوار مقيم :: أي عهد بيني وبين النوارا."
وتحدث العلامة اباه ولد عبد الله عن البعد الإصلاحي للشيخ سيدي في كلمة له بعثها إلى ندوة بتلميت فقال إنه "يعتبر أكبر مصلح بما لكلمة الإصلاح من معنى: إصلاح ذات البين بين الأمراء، والإصلاح بين القبائل المتناحرة، والإصلاح بين الأفراد المنتافرة، وإصلاح النفوس ورياضتها لتنقاد لأمر ربها امتثالا واجتنابا، إلى نشر العلم والفتوى في النوازل النازلة والتآليف البديعة والنصائح القيمة، إلى دماثة خلق وتحمل مشقة عرف بهما في رحلته الطويلة في طلب العلم إلى نصرة المظلوم وإعانة المنكوب والصبر على جفاء الجافي ودفعه بالتي هي أحسن بحيث صار حرما آمنا يلجأ إليه الخائف ويفر إليه الجاني، متعززا بتقوى الله مكتفيا به عما سواه، ويقال من خاف الله خافه كل شيء، حتى صارت سمته على المواشي أمانا لها من اللصوص الناهبين فصار بعض الناس يضعها على مواشيه خوفا عليها. وفي هذا يقول العالم الشاعر أبد بن محمود العلوي يخاطب باب بن الشيخ سيدي محمد:
أنسى الورى بلدانهم وغدت لهم == بلدانه سلمى البلاد ومنعجا
من لم يخط البا بلوح خطه == يمنى التليل تحصنا مما فجا."
وتوجت جهود الشيخ سيدي الإصلاحية التي ذكر العلامة اباه بانعقاد مؤتمر تندوجة برعايته سنة: ١٢٧٢ه / ١٨٥٦م وحضر المؤتمر أمراء اترارزة ولبراكنةوآدرار وذلك لتنسيق جهودهم وحل خلافاتهم السياسة، كما في المجموعة الكبرى في الفتاوى للدكتور يحي بن البراء.
وكان الشيخ سيدي غاية في الإنفاق وحسن القيام بشؤون المجتمع، وفي ذلكيقول الشيخ أحمد بن الأمين العلوي في الوسيط في ترجمته له مع اختصار ما:"" ولم تزل الدنيا تنثال عليه، ويفرقها في الناس، ولم يمض عليه يوم إلا وعنده آلاف من الناس، يطعمهم ويكسوهم، ويقضي جميع مآربهم، حتى لقي الله، ولا يسأله أحد حاجة إلا أعطاه إياها، بالغة ما بلغت، وكان تلامذته يريدون أن يقللوا من ذلك، فما أمكنهم، وسأله يوما شخص حمارا فقال: أعطوه الحمار الفلاني،فقالوا: إنه غائب، فقال: أعطوه الجمل الفلاني، فقالوا: إن الحمار قد حضر،فقال: أعطوه إياهما معا. وجاءه أحد أبناء شيخه، فأعطاه جميع ما يملك من الدنيا، ثم عاد إليه بعد مدة، ففعل ذلك ثلاث مرات".
ولقد أحسن الشعراء في وصف كرم الشيخ سيديا فقال الشاعر سيد عبد الله بن أحمد دامْ الحسني في بائيته الرائعة حين يقول:
حارت أناس بجدوى حاتم ولقد :: نرى سخاء كمال الدين قد غلبه
من كان يفضل للمعتر إن عرضت :: عزاء تعدو عليه أمه وأبه
أحنى على الشعث والأيتام من نصف :: على صغير لها قد أكبرت عطبه
أشد عند تمادي أزمة فرحا :: بالمعتفين من العافي بكل هبه
يلقى العفاة بوجه من سماحته :: كالهندواني تجلو متنه الجلبه
وإن ألم به ضيف فمرتحل :: يثني وكان جميل الظن إذ رغبه
وقال الشاعر محمذن ولد السالم الحسني في اللامية المشهورة:
وعرجلة من الغرباء شعث :: من اللأواء تجأر كالسعالي
جمعتَ على مكللة رداح :: كجابية المخول وفْر مال
وملهوف أغثت وذي عيال :: جعلت عياله أحظى عيال
وعان قد فككت ومستضيف :: حضأت له الزخيخ على التلال
لقد أرخصت في طلب المعالي :: وفي طلب المثوبة كل غال
وتصدر على يدي الشيخ سيدي جم غفير من العلماء والمشائخ يعز حصرهم بارك الله، وبلغت مؤلفاته ما يقارب مائة كتاب، ومنها شرح باب الفرائض من مختصر خليل، وشرح تحفة المودود في المقصور والممدود لابن مالك، والنفحة القيوميةبتقرير الآجرومية، وتحفة الأطفال في شرح لامية الأفعال الذي نوه به العالم اللغوي النحوي الحسن بن زين في احمرار لامية الأفعال للإمام النحوي أبي عبد الله محمد جمال الدين بن عبد الله بن مالك:
فيه اقتفيت أبا الأنوار سيدنا :: سيدي قطب الرحى بدر الدجى المثلا
وكان الشيخ سيدي مولعا باقتناء الكتب، وقد استجلب من سفر له إلى المغرب ما يربو على المائتين من الكتب المفيدة، والتقى في سفره هذا بالسلطان العلوي مولاي عبد الرحمن بمراكش فأكرم نزله لما رأى من غزارة علمه وصلاحه.
وللشيخ سيدي ديوان شعر رائق جمعه وحققه الأستاذ عبد الله بن إسماعيل بن أبي مدين، قال الأستاذ محمد فال ولد عبد اللطيف في تقديمه له: "ولقد حدثت عن بعض شيوخنا من أهل الصقع الإيكيدي أنه كان يقول: لولا أن لا يصدقني الناس لقلت إن الشيخ سيدي الكبير إن لم يكن أشعر من ابنه الشيخ سيد محمد، فما هو بدونه".
ونحا الشاعر أحمد ولد عبد القادر نفس المنحى حين تحدث في الندوة المذكورة عن شعر الشيخ سيدي فقال: "كان لا يشق له غبار في الأدب والبلاغة والشعر خاصة، وما بالكم بمن يشهد له سدنة الشعر من أمثال محمدو بن محمدي بأنه يتحف رياض الشعر:
بقصائد ود العذارى جعلها :: حليا مكان اللؤلؤ المنظوم
لقد أدركت في صغري مشائخ محضريين يروون بإسناد متصل عن الشيخ محمدو بن حنبل مثل الشيخ أحمد عبد الكافي ولد يكبر، يقولون إن أساتذتهم متفقون على أن الشيخ سيدي هو حائز قصب السبق في الشعر العربي بين معاصريه بلا منازع ولكنه لحسن حظه وسبوغ فضله لم تقع سمعته ولا صيته ضحية لشعره".
وبعد عمر حافل بطلب العلم والتعليم والتربية والتأليف والإنفاق والإصلاح رحل الشيخ سيدي عن الدنيا في آخر يوم من سنة ١٢٨٤ه عن زهاء مائة سنة، كما ذكر مؤرخ موريتانيا المختار بن حامد في الجزء الثقافي من حياة موريتانيا، ويوافق ذلك سنة 1869م. رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.
كتبه محمدن ولد امَّد أمين الثقافة بالمنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وعلى وآله وصحبه وسلم.

.jpg)
